20/11/2025

أشرف اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 وزير تكنولوجيات الاتصال السيد سفيان الهميسي على انطلاق فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر المتوسطي للذكاء الاصطناعي الذي ينتظم يومي 20 و21 نوفمبر الجاري بمدينة الثقافة بتونس وذلك بحضور السيدة نادية هاي، السفيرة والمفوضة الوزارية لشؤون البحر الأبيض المتوسط بالجمهورية الفرنسية، ووزير الصحة الدكتور مصطفى الفرجاني وبمشاركة عدد هام من الشخصيات رفيعة المستوى، وشركات ناشئة، وباحثين وأكاديميين، وخبراء فاعلين في مجال الذكاء الاصطناعي من مختلف دول المتوسط.
واكّد وزير تكنولوجيات الاتصال خلال كلمته الافتتاحية على أهمية هذا المؤتمر الذي يعدّ فرصة لتبادل الرؤى والتجارب والخبرات لتطوير مشاريع مشتركة، ولاستكشاف إمكانيات مجال الذكاء الاصطناعي الهائلة لا فقط كمستهلكين للتكنولوجيا، بل كصانعين لقيمها ونموذجاً لتطبيقها العادل والمسؤول.
وأوضح السيد سفيان الهميسي، انّه في ظل التحولات المتسارعة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، انتهجت بلادنا مقاربة تقوم على دعم الاستعمالات المسؤولة لمجال الذكاء الاصطناعي وتسخيره لتحسين حياة المواطنين في الصحة والتعليم والفلاحة والطاقة والنقل والخدمات الإدارية مع التأكيد على أنّ استثمار هذه التقنيات يجب أن يتم في إطار يحترم الإنسان وخصوصيته وحقوقه الأساسية، ويعزز سيادة الدول ويحمي فضاءها السيبرني من المخاطر التي تتضاعف مع تطور التكنولوجيات ذات العلاقة.
كما أشار الوزير إلى التحولات العميقة التي يحدثها الذكاء الاصطناعي في سوق الشغل حيث أصبحت العديد من المهن مهددة بالاندثار أو التحول، فيما تظهر مهارات ووظائف جديدة بوتيرة متسارعة. مؤكدا في هذا السياق على أنّ ضمان الحق في العمل والحفاظ على قيمته هو مسؤولية دولية مشتركة، تتطلب تضافر الجهود لوضع سياسات انتقالية عادلة تسهّل الإدماج المهني، وترافق اليد العاملة في اكتساب المهارات الجديدة، وتضمن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة لتحسين ظروف العمل وليس وسيلة للإقصاء.
وأفاد الوزير انّ بلادنا بإمكانياتها، وبما تزخر به من كفاءات علمية وشبابية، ومن نسيج جامعي وتكنولوجي متطور، لقادرة على لعب دور ريادي في فضائها المتوسطي والعربي والإفريقي، وأن تكون منصة للتعاون والابتكار المشترك في هذا المجال الواعد.
من جهتها، اكدت السفيرة والمفوضة الوزارية لشؤون البحر الأبيض المتوسط السيدة نادية هاي على ضرورة تدعيم التعاون المشترك والعمل ضمن فريق متوسطي يحفز على كسب الرهانات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي وجعله في خدمة الابتكار والتجديد والصالح العام موصية على أهمية الاستعمال الامن والأخلاقي للمعطيات خاصة في مجالات الصحة والتعليم والاعلام مع احترام الخصوصيات الثقافية للمجتمعات.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، شدّد وزير الصحّة الدكتور مصطفى الفرجاني على الدور المحوري للذكاء الاصطناعي في تعزيز العدالة الصحية وتسريع مسار الرقمنة داخل المنظومة الصحية. وأكّد على أنّ تطوير منصّات التشخيص والمتابعة الذكية يمثّل رافعة أساسية لتحسين جودة الخدمات وتقريبها من المواطن، مذكّرًا بانطلاق مشروع المستشفى الرقمي منذ شهر أوت الفارط كأحد أهمّ المشاريع الهيكلية في هذا المسار.
كما دعا إلى الاستثمار في تكوين الإطارات الطبية والكفاءات الوطنية وبناء قدرات متقدمة في هذا المجال، باعتباره مسارًا استراتيجيًا لترسيخ السيادة الرقمية وضمان توظيف فعّال وآمن للتكنولوجيات الحديثة في القطاع الصحي.
وللإشارة فإن برنامج المؤتمر المتوسطي للذكاء الاصطناعي يتضمن العديد من حلقات النقاش التفاعلية التي تتعلق بمواضيع الابتكار في الذكاء الاصطناعي والاخلاقيات والتشريعات المتعلقة باستخدام هذه التكنولوجيا بالإضافة الى تبادل الخبرات بين دول البحر الأبيض المتوسط لإيجاد حلول ناجعة لمجابهة التحديات الإقليمية المشتركة بالإضافة الى عرض حلول للشركات الناشئة والمبادرات المجددة.
وعلى هامش مشاركته في هذه التظاهرة اطلع السيد سفيان الهميسي، رفقة السيدة نادية هاي، على مكونات المعرض الذي تمّ تنظيمه بمناسبة انعقاد هذا المؤتمر والذي تضمن الحلول الرقمية والتطبيقات الذكية المجددة للمؤسسات الناشئة في مختلف القطاعات.

Top